أخبار وطنية إعلاميون سوريون وعراقيون يكشفون للجمهورية أسرارا عن داعش
داعش أو الدولة الإسلامية في العراق والشام، والتي تسمي نفسها الآن الدولة الإسلامية فقط هو تنظيم مسلح، يتبنى الفكر السلفي الجهادي يهدف أعضاؤه إلى إعادة «الخلافة الإسلامية وتطبيق الشريعة»، يمتد في العراق وسوريا. زعيم هذا التنظيم هو أبو بكر البغدادي. تنظيم بات يثير نقاط استفهام عديدة، خاصة وان قوانينه و»جرائمه» في حق الشعب العراقي والسوري غريبة وفي بعض الاحيان فظيعة حيث تعددت عمليات القتل والتقتيل والذبح .
الجمهورية ارادت تسليط الضوء على هذا التنظيم من هو؟ من يقف ورائه؟ كيف يتعايش اهل سوريا والعراق معه؟ ابرز جرائمه؟ واهم قوانينه؟ وقصد فهم كل هذه الحقائق كان لنا عديد الاتصالات مع اعلاميين من سوريا والعراق والذين نقلوا لنا كشهود عيان ما يعرفونه عن «داعش»..
جرائم وقوانين داعش في سوريا: قتل وذبح ورجم
زهراء مراسلة حربية من سوريا أكدت في حديثها معنا أنه وقبل ظهور داعش كان السوريون يصرون على تسمية مايجري في بلادهم بـ «الأزمة» كمحاولة منهم لعدم ترسيخ كلمة حرب في أذهان أولادهم .. وبعد ظهور داعش بات السوري يشعر أنه بحاجة إلى كلمات أشد وطأة من كلمة «حرب» أو «معارك» لتوصيف ما يجري. واضافت زهراء انه ومع بداية الثورة في سوريا لم تكن داعش ولا النصرة ولا غيرها قد تبلورت بعد واضافت ان من كان يطلق عليهم «الثوار» يخطفون السوريين مثلا لتوجه سياسي أو مذهب معين ، ويتم مبادلتهم مقابل فدية مالية ، وغالبا ما يكون المبلغ المطلوب خياليا إلا أن المخطوفين عادوا في غالبيتهم سالمين وبعضهم عاد مكرّما . وواصلت قائلة: «كنا نتحدث إلى بعض المسلحين المحليين ويقولون لنا : ليست مشكلتنا مع أي دين أو مذهب مشكلتنا مع النظام ومن يقف معه .. وعلى الرغم من كل جرائم الثورة وثوارها بحق عناصر الجيش وقذائف الهاون التي تسقط في احياء سكنية بغالبيتها وعمليات التصفية لمن يثبت لديهم أنه يتعامل مع الدولة السورية أو لمجرد الاتهام بذلك وحتى عمليات التهجير لبعض الطوائف والفئات من أحياء معينة إلا أن حمام الدماء لم يبدأ فعليا إلا بعد محاولات «أسلمة الثورة».
وافادت زهراء أن أكثر المشاهد التي صدمت الشارع السوري من عمليات الاجرام والقتل والذبح كانت لأشخاص انضموا فيما بعد للتنظيمات المتشددة وعلى رأسها داعش مشيرة الى ان السوريون لن ينسوا مشهد اقتلاع قلب جندي من الجيش السوري وأكله من قبل «أبو صقار» الذي صار لاحقا من أشد المتطرفين في التنظيمات الجهادية .
وقالت محدثتنا :» يعتقد السوريون أن وباء داعش ليس صناعة محلية ، فمنذ ظهور التنظيم كنا نرى الشيشاني والليبي والتونسي يقودون عمليات القتل والذبح بحق السوريين على أرض سورية ، وهذا ما تقوله الأرقام عن أن غالبية أعضاء التنظيم من المقاتلين الأجانب .
تونس في المرتبة الأولى من حيث عدد المقاتلين
تصدرت تونس قائمة الدول العربية التي خرج منها مقاتلون جهاديون إلى سوريا، في حين جاءت روسيا ثم فرنسا في مقدمة دول العالم في هذا الخصوص. ونشر مركز «بوي» للأبحاث، خريطة مأخوذة من الإحصاءات الرسمية للدول، توضح أن تونس هي أكثر دولة خرج منها مقاتلون إلى سوريا، حيث وصل عددهم إلى ثلاثة آلاف. وجاءت المملكة العربية السعودية في المرتبة الثانية عربياً، حيث توجه منها 2500 شخص للقتال في سوريا، تليها المملكة المغربية بـ1500 شخص. وبرزت روسيا على الصعيد الدولي، والتي توجه منها أكثر من 800 شخص للقتال في الأراضي السورية، ثم فرنسا التي خرج منها أكثر من 700 شخص. وتصدرت تونس أعداد القتلى من النساء فيها إذ توضح المعلومات أن 18 امرأة تونسية قتلن في سوريا وعشر مغربيات وسبع سعوديات وست شيشانيات وأربع لبنانيات .
واكدت زهراء أن داعش تتواجد في الشمال السوري بكثرة ، وتسيطر على الرقة وعلى أجزاء واسعة من أرياف دير الزور وادلب وحلب ، وعلى الرغم من أنه لا حضور لداعش في الساحل السوري إلا أنها توجد أيضا في ريف العاصمة السورية دمشق حيث بدأت بالتمدد مؤخرا في عدد من القرى والبلدات في الريف القريب للعاصمة ، ولتمدد داعش قرب العاصمة أسباب أهمها الاقتتال الدائم بين التنظيمات المسلحة وبروز داعش كأقوى هذه التنظيمات ما يدفع المقاتلين في تلك الأماكن للانشقاق عن تنظيماتهم والالتحاق بداعش وهذا ما يفسر بدء تلاشي جبهة النصرة في الريف الدمشقي على حساب تنظيم الدولة الإسلامية ، إضافة إلى الرواتب المرتفعة التي تدفعها داعش لمقاتليها حيث يعد تنظيم الدولة أغنى تنظيم مسلح في العالم لسيطرته على حقول النفط في كل من سوريا والعراق إضافة إلى عامل مهم تجيد داعش اللعب عليه وهو بث الخوف من خلال ما تنشر من صور ومقاطع فيديو تثبت وحشية التنظيم في التعامل مع خصومه
احكام وقوانين داعش
أما محافظة الرقة التي تسيطر عليها داعش بالكامل فهي تتبع بكل تفاصيل الحياة فيها لقوانين داعش المتطرفة : تلبس النساء جميعهن العباية السوداء التي تستر كامل جسد المرأة كما تغطي وجهها وكفيها ، لا يقتصر التحريم على المشروبات الكحولية فقط بل يتعداها إلى الاختلاط بين الرجال والنساء حتى في الجلسات العائلية والتدخين ولبس البنطلون للرجال واستماع الأغاني والتغيب عن الصلاة في المسجد وعدم الصيام في رمضان واستخدام لفظ «داعش» بدلا من « الدولة» وهي اختصار للدولة الاسلامية في العراق والشام، وتنفذ داعش أحكامها بحق المذنبين ذبحا أو رميا بالرصاص في الحالات الرحيمة كما تقطع يد السارق بالسيف وغالبا ما يكون الحكم للنساء بالرجم حتى الموت وللرجال بالصلب أو الجلد حتى الموت ، وتنفذ هذه الأحكام غالبا يوم الجمعة حيث يجمع داعش الناس في ساحة بعد الصلاة ويقوم محاربوه بتنفيذ هذه الأحكام.
وحسب تصريحات محدثتنا فقد سبق لتنظيم الدولة الإسلامية أن أعدم فتاة في محافظة الرقة رجما حتى الموت لأنها تمتلك حسابا على فايسبوك ، كما أعدم طفلا يعمل في بيع القهوة في ريف حلب لأنه قال لمسلح ليبي طلب أن يحتسي القهوة بالدين: إذا بيجي محمد ما بدينحدا ، معتبرا تفوه الطفل بهذه العبارة كفر صريح. وافادتنا زهراء فارس أن التنظيم قام مؤخرا بتعديل مناهج التعليم في المناطق التي يسيطر عليها ، مستبدلا أناشيد الأطفال بأناشيد إسلامية تدعو للجهاد والذبح ، ورفع كل كلمة تشير إلى سوريا او الوطن او وطني واستبدلها بعبارة الدولة الاسلامية ، كما تحتوي مناهج داعش التعليمية على قصائد وحكايات تمجد الخليفة «أبو بكر البغدادي» . هذا فضلا عن إقامة التنظيم لمعسكرات تدريب للأطفال على الأمور القتالية التي تتضمن حسب معتقدات التنظيم دفع الأطفال للقيام بقطع رؤوس الأسرى من مدنيين وعسكريين تأسرهم داعش خلال معاركها وسبق أن بثت فيديوهات تثبت قيام أطفال بحز رؤوس عسكر سوري بالساطور في أحد أرياف حلب.
حدّ تام للحريات
من جهته أفادنا الصحفي السوري ماهر، أن داعش لا تسيطر على كل المناطق في سوريا حيث تقتصر سيطرتها على شمال وشرق البلاد اما بقية المناطق في سوريا فهي تحت سيطرة اما المعارضة المسلحة او المعارضة المتشددة أو تحت سطرة الدولة السورية . واضاف محدثنا ان تنظيم داعش يوجد بكثرة في منطقة الرقة شرق البلاد، مشيرا الى ان هذا التنظيم يعتمد قوانين ردعية وزجرية ضدّ اهالي هذه المنطقة ويعتمد سياسة التضييق على الحريات مضيفا انه يمنع على سبيل المثال على الفتاة ان تغادر منزلها دون ارتداء الحجاب الشرعي او ان تعتمد اي انواع الزينة كما يمنع ان تتنقل بمفردها في الشوارع:
كما أكد محدثنا انه يمنع على الفتاة ايضا ان تنتقل من منطقة الرقة الى اللاذقية لمزوالة تعليمها ان لم تكن مصحوبة بمحرم . ولا يقتصر الحدّ من الحريات على النساء فقط كما اكده لنا ماهر حيث يمنع على الشبان التدخين وان عقاب المدخن هو قطع اليدّ، كما يمنع عليه تحميل الاغاني على هاتفه او وضع صور لفتيات عليه.. واكد ماهر ان التدخل في الحريات الشخصيات للاهالي هو اهم ما يقوم عليه هذا التنظيم .
جرائم داعش في العراق
ومن العراق تمكنا من الحديث احد الاعلاميين الذي رفض ذكر اسمه الذي افادنا ان جرائم داعش في بلاد الرافدين وصلت حدّ قتل وذبح اكثر من 1800 جندي أعزل ورمي جثثهم بنهر دجلة. واشار محدثنا الى ان داعش حاصرت كذلك مدينة آمرلي القريبة من محافظة تكريت وذلك منذ قرابة الشهرين الى ان تمكن مؤخرا الجيش العراقي من فك حصار مدينة آمرلي. وافادنا الاعلامي العراقي ان داعش ارتكب عديد الجرائم في قرية بشير التركمانية الشيعية حيث احتلها داعش منذ شهرين ومارس جرائم بشعة اهمها قتل نساء واطفال القرية وقطعوا رؤوسهم وعلقوها فوق الرمح في مداخل القرية حيث تفسخت الجثث من دون دفن.
اما في مدينة الموصل فقام هذا التنظيم بتسجيل اسماء الفتيات غير المتزوجات لكي يقع اقحامهن في عالم جهاد النكاح مؤكدا ان اكثر من 67 فتاة انتحرت في الموصل بعد اغتصابهن من قبل داعش. وفي مدخل الموصل تم تعليق رؤوس لجنود عراقيين ومدنيين فوق الرماج. ويواصل محدثنا سرد جرائم داعش في مدينة سنجار التي تم احتلالها من قبل داعش فتم حسب شهادة محدثتنا خطف اكثر من 240 امرأة وتم بيعهم كجوار ولا يزال مصيرهن مجهولا، كما تمت محاصرة اهالي سنجار في الجبال وتركهم دون ماء او اكل. اما في في مدينة الحديثة، فقد القى التنظيم والكلام للاعلامي عباس القبض على اعوان من الشرطة وقام بذبحهم رغم انهم من السنة وذلك بحجة انهم مرتدين.
ومن بين الجرائم الفضيعة الاخرى التي حدثنا عنها زميلنا العراقي هي اعدام طفل في موصل يبلغ من العمر 10 سنوات لمسكه سيجارة بيده، كما يلتجأ هذا التنظيم الى اعتماد سياسة الرجم اذا ثبت وجود رجل وامرأة في الخلوة لوحدهما او حتى يتكلمان في الشارع، اضافة الى قطع يد السارق حسب ما تقره محاكمهم الشرعية وبيّن محدثنا ان تنظيم داعش يقتل أي شخص ينتمي لمؤسسات الدولة الدولة سواء كان شيعيا او سنيا وواصل محدثنا كلامه بالقول:» الدواعش يعذبون ويقتلون الشيعة مثلما يقتلون ايضا السنة فقبل ايام قتل داعش المصلين في جامع مصعب بن عمير في صلاة الجمعة في محافظة ديالي، وذلك بهدف تأجيج الاقتتال الطائفي والمذهبي وبعد يوم كذلك فجرت داعش مسجد للشيعة الاهم عندهم ان تشب الاقتتال الطائفي باي ثمن... كما افيدكم أنه وفي مدينة الموصل تم تفجير ضريح النبي يونس عليه السلام وشيت وحنين عليهما السلام... وهم الآن يهددون لهدم الكعبة بتعلة انها بدعة».
سناء الماجري